شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 09-01-2013, 12:12 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي نقد الديمقراطية البرجوازية


الديمقراطية كلمة مشتقة من اللغة اليونانية Demokratia , وتعني حكم عامّة الشعب.

ولا يخفى عن كل قارئ لتاريخ الفلسفة اليونانية كيف أن الديمقراطية تحمل في معناها طبيعة طبقية واضحة,

ونجد هذا صريحاً في الفكر السياسي لكبار الفلاسفة اليونان مثل أرسطو وأفلاطون.

حيث يصف افلاطون في كتاب الجمهورية الحرب الطبقية بين الأغنياء والفقراء في المجتمع بأنه مصدر حقيقي للصراع المدني, وأن الديمقراطية تحدث بانتصار الفقراء في هذا الصراع.



بعد صعود الطبقة الرأسمالية الحديثة في القرن السادس عشر ,

استمرّت السلطة السياسية مقترنة بشكل مباشر وصريح بالحكم الطبقي.

وبعد حدوث الثورة البرجوازية في الغرب, نجد أن الديمقراطية الحديثة للبرجوازية بالرغم من طرحها لأنموذجات المساواة في المجتمع, وترسيخ حق الأفراد في المشاركة والتعبير السياسي

العام, إلا أن علاقات الاستغلال الطبقي لم تختفي.

وأي مراقب للتاريخ سيلحظ التشابه المنطقي بين علاقة الراسمالي مع عمّاله , وبين الاقطاعي مع فلّاحيه.


فإذا نظرنا لهذا النمط الهجين من الديمقراطية الذي طرحه النظام البرجوازي الحديث, سنجد تناقضاً خطيراً ولا صحياً.

اذ كيف تنسجم المساواة السياسية بين أفراد المجتمع مع اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية؟؟

وكيف –في ظل النيو ليبيرالية- لم تستطع الطبقة المستغلَّة استخدام الديمقراطية في تحقيق المجتمع اللاطبقي؟؟





الجزء الأول: الديمقراطية السياسية .


لقد انتقل مفهوم الديمقراطية في النظام البرجوازي من المضمون الثوري الطبقي الذي يقود للحكم المباشر من الشعب إلى مفهوم آخر مشوَّه اسمه "النيوليبرالية" أو " التعددية الليبيرالية" .

وتكمن خطورة هذا المفهوم في اختصاره لدور الشعب الكبير إلى حالة من المشاركة الدورية للانتخاب واختيار مرشح واحد من عدة مرشحّين, بينما نجد في الفترات الطويلة الفاصلة بين

الدورات الانتخابية أن الديمقراطية أصبحت محجَّمة في ظل الرضا السلبي لعموم الشعب.



ونجد أن 90% من التشريعات الحكومية للنظام النيوليبيرالي تتم باقتراحات وتوجيهات من الجهاز التنفيذي لبيروقراطية عليا في الدولة متحكمة في السلطة المدنية والعسكرية .

ولن يخفى علينا الارتباط المباشر وغير المباشر بين هذه البيروقراطية غير المنتخَبة والمصالح الرأسمالية المهيمنة في المجتمع.

فبالرغم من وجود حكومات اشتراكية في الأنظمة النيوليبيرالية, إلّا أن القضاء على الطبقية الاقتصادية والاجتماعية فيها مستحيل.

والسبب يعود للهيمنة الايديولوجيّة والسياسية للبرجوازية في المجتمع.

فهي غالباً ماتنجح في احتواء وتقليم أظافر الحكومة الاشتراكية , حتّى تتيقّن من إزالة أي خطر يهدد المصالح البرجوازية وعلاقات الانتاج الرأسمالية.

حتّى أننا نشهد أحيانا امتداد للهيمنة البرجوازية السياسية لتشمل بعداً كوزموبوليتانياً قادراً على فرض العقوبات الاقتصادية مثلاً.

ونحن يمتلكنا اليقين في أن البرجوازية المهيمنة قد تنتهج سيناريو أخر أكثر حدةً وأقل مودّة في حال عدم قدرتها السيطرة على حكومتها أو برلمانها الاشتراكي عندما يتخذ منحى راديكالي

يساري للشعب.


ولا داعي للتذكير في تدخل هذه "النخبة البرجوازية" في إحداث الانقلابات العسكرية , كما حدث مثلاً في أمريكا اللاتينية عند الانقلاب على حكومة التشيلي عام 1973.



هكذا يتضح لنا أن الديمقراطية السياسية في الدولة النيوليبيرالية تظل من حيث الجوهر تحت الحكم الطبقي البرجوازي,

فهي تخفي وراء الاعلان الكاذب ل ( سلطة الشعب) حقيقة التناقضات الطبيعية لمجتمع تسيطر عليه أقلية مستغلة.

وصدق ماركس عندما قال: إن الأفكار الحاكمة في المجتمع هي أفكار الطبقة الحاكمة.





يتبع.....



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
قديم 09-01-2013, 12:13 AM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الثاني: الديمقراطية الاجتماعية:

تتجلّى الديمقراطية الاجتماعية في ظل الايديولوجية البرجوازية في منحها للحقوق والحريات كحرية التعبير و حق تنظيم النقابات والجمعيات، وحق التظاهر والإضراب والاعتصام

وغيرها.

وبالرغم من أن الديمقراطية في مفهومها الأفلاطوني تعني تحقيق مجتع لا طبقي, وانهاء الصراعات المتناحرة وغير المتناحرة , إلا أننا نجد هنا مفهوماً هجيناً للديمقراطية

الاجتماعية.

والحقيقة أن هذه الإصلاحات الاجتماعية التي تمنحها البرجوازية للطبقة العامة تكون مفيدة للبرجوازية في كسب ولاء الجماهير للايديولوجية البرجوازية حتى تضمن تحقيق الاستقرار

الاجتماعي، عدا عن كونها حوافز ضرورية لرفع القدرة الإنتاجية والتي تفضي بالنتيجة الى زيادة قدرة البرجوازية على تحقيق الأرباح.

ونجد التقلّب الظرفي في منهج البرجوازية, فسياسة ترسيخ الرفاهية التي تبنّتها منذ الستّينات والتي ساهمت في رفع الإنتاجية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي وتلميع صورة البرجوازية

كمنهج مثالي. نجدها قد اختفت وتراجعت في ظل الأزمات الاقتصادية وانخفاض مستوى الربح.



وكما في حالة الإصلاحات الاجتماعية وسياسة الرفاهية، فإن تسامح البرجوازية إزاء الحريات الليبرالية في المجتمع يكون مشروطاً بعدم تهديدها للمصالح وللأسس البرجوازية. فإذا ما

ظهر هذا التهديد نجد ميل البرجوازية لتقييد هذه الحريات وتقويضها بشكل او بأخر.



وتكمن خطورة المجتمع النيوليبرالي في ازدياد حدة التناقض بين التملّك الفردي لوسائل الانتاج , وبين الطابع الاجتماعي للعمل والانتاج,

وهذا يفضي لزيادة مشكلة الصراعات الطبقية المتناحرة والصراعات غير المتناحرة في ظل نظام يفرض بقوّة المنهج الاستهلاكي في المجتمع.

وبالرغم من الاصلاحات الاجتماعية والحريات الممنوحة "ظرفيّاً" , إلا أننا نجد تأثر الديمقراطية الاجتماعية بزيادة التناقضات الطبقية, وهذا يؤدي بدوره الى الخوف الاجتماعي من

البطالة , واستشراء ثقافة الفساد, وتزايد الحروب العرقية, وتفكك المفاهيم الأسرية في ظل تفاقم مفهوم التنافس والبقاء للأقوى.



وأخيراً, فاننا نرى الطراز الثقافي المميز للمجتمعات قد بات في خطر بعد أن اختصرت النيوليبرالية في مفهومها "العولمي" ثقافة الشعوب في السطحيات المتعلّقة بالرياضات

والموسيقى العالمية والأقنية التلفازية والمسلسلات العابرة للقارات وأماكن التسلية والسياحة الاستهلاكية وغيرها.




يتبع...



:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
نقد, البرجوازية, الديمقراطية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقد خدعونا ؟ غراب العقيدة الاسلامية ☪ 17 10-08-2022 11:48 AM
الديمقراطية وتقديم الحلول؟ Hamdan حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 2 07-23-2018 11:33 AM
الديمقراطية .. وثقافة الانتخاب هل تصلح لنا ..؟! Basim ســاحـــة السـيـاســة ▩ 42 09-06-2015 12:53 AM
من نقد السماء إلى نقد الأرض - كارل ماركس البوم الأزرق حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 03-30-2015 04:30 AM
لماذا نجحت الديمقراطية بتونس وفشلت في مصر؟ Lucifer ســاحـــة السـيـاســة ▩ 2 12-23-2014 01:33 PM