«الإسقاط النفسي» (Psychological projection)

[منوعات الارشيف]

ثرثرة.. هذيان.. إلقاء اللوم على الآخرين ..!!
غالبا الذي يمارس الإسقاط النفسي عن سبق إصرار وترصد. ينجح في خداع بعض الناس. لأنه بارع باخفاء تلك الصفة وفي نفس الوقت بارع في شرحها للناس حين يتهم غيره بها. لأنها صفاته ويعرفها جيدًا. فيعتقد الناس أنه واسع المعرفة والحقيقة مايفعله فقط، أنه يصف نفسه بدقه ..!!
تخلص من عبء قبائحك بدلاً من تعليقها على الاخرين ..!!
الإسقاط على الآخرين! والشعور بالنقص هو حيلة يلجأ إليها الفرد الفاشل، بإلصاق ما في داخله من سلوك أو صفات إلى غيره ..!!
يحدث ذلك في الواقع، لأن هذه الحيلة تجعل الشخص المريض مرتاحا نفسيا، وتخفف عنه وطأة شعور الإحساس بالنقص والدونية، ويعتقد بأنه نقي من شوائب ذاته وأزال الصدأ المتراكم عليها بعيدا عن حقيقة أرض الواقع، وهي إحدى الصور التعويضية الفاشلة والنابعة من الشعور بعيب ما فيقوم بإسقاطها على الآخرين مع تيقن ثبوت وجوده في داخله ..!!
صاحب الخلق الرديء لا يتوقف عن الإساءة لمن حوله يثير اللغط والجدال، لأنه يكتنز نفسًا خبيثة مليئة بالحقد والحسد ..
فعلا هذه الشخصيات موجودة حولنا ..!!
والحل تجاهلها وعدم الدخول في جدال مع هذا النوع لأن المعاملة لهم بالمثل لن تجدي نفعًا لأن (نفسهم طويل) باستخدام الإسقاط بالثرثرة والنهيق ..!!
وأخيرًا؛ فإن الإسقاط النفسي هو انعكاس لشخصية مهزومة، وهي آلية قد تشمل شعوبًا وأقوامًا ودولًا، ولا تقتصر على الافراد فحسب ..!!

ينسب فيها الفرد عيوبه للآخرين حتى يبرأ نفسه ويبعد الشبهات عنها، فالكاذب يتهم الآخرين بالكذب ..
الصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المستهجنة بالاخرين، كما أنها عملية لوم الاخرين على ما فشل هو فيه ..

(رمتني بدائها وانسلت) وهو مثل يضرب لمن يصف آخر بعيب أو بداء هو فيه!
المُصاب بداء الإسقاط النفسي؛ يحاول، دائمًا، إبعاد الشبهة عن نفسه، فيجد في الإسقاط آلية يبغي من ورائها حماية نفسه، وقد يلجأ إلى لوم الآخرين، ولا يعترف، أبدًا، بأنه ارتكب أي خطأ، لذا يلجأ إلى إسقاطها على الآخرين.
لذا قد يلجأ إلى آلية الإسقاط النفسي، لإبعاد التهمة عن نفسه، فيُسقط مساوئه على الآخرين، ويصفهم بنفس الصفات المكبوتة في داخله؛ يريد من ذلك صرف الأنظار عن نفسه، والتدليس على الآخرين، وهي للأسف؛ آلية دفاع رديئة ومُستهجنة.
والغريب؛ أن جميع هؤلاء يبحثون عن المبررات والحجج، ولا يعترفون بأن العيب فيهم ..!!

فهو حيلة يحمي الفرد بها نفسه بالصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة أو المستهجنة بالاخرين، كما أنها عملية لوم للآخرين على ما فشل هو فيه، فهو آلية نفسية شائعة ..!!
ونلاحظ ان هناك العديد من الامثلة في حياتنا اليومية ونعايشها وندرك من خلالها سلوك الآخرين، ومنها أن الرجل الذي يخون زوجته كثيراً ما يتهم زوجته بالخيانة ويشك فيها كثيرا ..
ويضيف علماء النفس أن الإسقاط إذا كان قائماً على شعور عنيف بالذنب أدى إلى جنون الارتياب أو ما يسمى بـ(البارانويا) وما يصاحبه من هذاءات وهلاوس ..
يحمي الفرد بها نفسه بإلصاق نقائصه بالآخرين، وتتضمن أيضا لوم الآخرين على ما فشل هو فيه ..
تلجأ إليها الذات «الأنا»، فيقوم شخص ما بنسب ميول وأفكار إلى غيره، كحيلة من حيل الدفاع، وتكون تلك الأفكار التي ينسبها الإنسان إلى آخر مستمدة من تجاربه الشخصية، لكنه يرفض في ذات الوقت الاعتراف بها لما تسببه من ألم، وما تثيره من مشاعر الذنب ..

الكمال ليس صفة إنسانية، لكل منا عيوبه ونقائصه وسلوكياته الخاطئة. بعضنا يحاول تقويمها، بعضنا يحاول اخفائها. والبعض يرفعها من ظهره وسيسقطها على ظهر شخص آخر. هذا هو الإسقاط النفسي. هو مكانزم يدفع الشخص للتخفيف من أعباء عيوبه عن طريق الصاقها بالآخرين ..
الإسقاط النفسي آلية شائعة تستخدم إما كمكانزم لاواعي للتقليل من القلق الناجم من مواجهة العيوب والسمات غير السوية، فتغيب عن الذات، فيما يلصقها بالآخرين دون وعي ..
أو تستخدم بشكل واعي، ومتعمد، لإخفاء السمة المنبوذة والمعيبة والصاقها بالضحية. بهدف التخفي وخداع الآخرين والتلاعب بهم ...

[منوعات الارشيف]