اخترت لكم [27]: الكتاب الأسود

[المسعودي]

1.
صدر عام 2013 عن رئاسة الجمهورية التونسية – دائرة الإعلام والتواصل كتاب " منظومة الدعاية تحت حكم ابن علي: الكتاب الأسود" لمحمد المنصف المرزوقي والذي اشتهر في الإعلام العربي وعن حق تحت العنوان القصير: "الكتاب الأسود". وهو يتحدث عن دور الإعلام في دعم نظام ابن علي الديكتاتوري والسيطرة على الوعي الجمعي ومحاربة المعارضين والمخالفين.
وفي "التمهيد" وفي إطار تلخيص هدف الكتاب - وهو تلخيص يكاد ينطبق بصورة آلية ومباشرة على ما يحدث حرفياً في كل دولة عربية في الماضي والحاضر، تشير دائرة الإعلام والتواصل:
"أن الهدف من هذه الدراسة هو وصف نظام الإعلام والدعاية في عهد الديكتاتور، وهو نظام اعتمد السيطرة على المعلومة وانتقاءها وتوظيفها بالطريقة التي تمكن النظام آنذاك من السيطرة المطلقة على الوعي الجمعي، معتمداً في ذلك على إمكانيات مالية وتقنية هائلة، وعلى ترسانة قانونية تسمح بمعاقبة كل خروج عن الحدود المرسومة، وأيضاً على أبناء القطاع الإعلامي أو الوافدين عليه، ونظام مصالح ومنافع متبادلة حول الإعلام بوصفه ممارسة موطنية راقية [وتحويله] إلى دعاية وتغطية على أساليبه القمعية واستهدافه للمعارضين وحرصه على إسكات صوت الإعلاميين الشرفاء ومحاصرتهم وتعريضهم لكل الضغوط من أجل دفعهم للالتزام بضوابط النظام السائد".
ومن الأمور الهامة والجدير بالاهتمام هو أن الكتاب يشير وبالوثائق إلى عشرات الكتاب المأجورين والجهات والمنظمات والأحزاب ووسائل إعلام تونسية وعربية التي ساهمت في النشاط الدعائي الموالي للحكم والتي كانت بمثابة أدوات تنفيذ لسياسة حكم ابن علي الديكتاتورية.
ومن المثير للاهتمام هو أنَّ ما حدث في تونس عبارة عن "نسخة طبق الأصل" عما حدث ولا يزال يحدث في الدول العربية الأخرى.
2.
ورغم أنَّ الكتاب يتحدث عن الوضع الداخلي في تونس في عهد الحكم الأسود السابق لزين العابدين بن علي فإنَّ له قيمة ودلالة عربيتين.
فالكتاب أولاً يحمل اسم رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي وتم إصداره من رئاسة الجمهورية التونسية. وهذا ما يمنح الكتاب مصداقية استثنائية إلى جانب استناده إلى الوثائق التاريخية التي لا شك فيه [عن] و[من] عهد ابن علي المخلوع.
3.
أما الوجه الثاني للقيمة والدلالة المشار إليهما هو أنَّ "الكتاب الأسود" التونسي نموذجٌ ومثلٌ معلنٌ ومنشورٌ لكل "الكتب السوداء" المستترة وغير المنشورة والتي تنتظر النشر في جميع الدول العربية والتي لا يجرأ أيُّ أحد- مهما كان – على إصدارها.
إنَّه "الكتاب الأسود" الذي يعرف مضمونه والكثير من "فصوله" الكثير من الناس - سواء أولئك الذين يعانون يومياً من قمع واستبداد الحكومات العربية المتواطئة مع السلطات الدينية أم الكثير من المراقبين والمثقفين العرب في بلدان الغربة وفي الداخل، والكثير من المراقبين والمحللين والصحفيين الأجانب.
4.
"الكتاب الأسود" العربي هو العالم السري "العلني" للحكام العرب وأنظمتهم المتخلفة.
وإذا ما تم نشر الصيغة التونسية بعد "ثورة الربيع" فإنَّ صيغته المتعلقة بكل دولة عربية أخرى من المحيط إلى الجحيم لا تزال تنتظر النشر .....


لقراءة الكتاب أونلاين:
منظومة الدعاية تحت حكم ابن علي: الكتاب الأسود