عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2023, 08:25 PM هوقاس غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
هوقاس
عضو برونزي
الصورة الرمزية هوقاس
 

هوقاس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حَنفا مشاهدة المشاركة
1- الصنم بالاساس هو رمز للاله. فالإنسان مثلاً يثمن صورة والده المتوفى ويعتني بها، بل يعاملها كأنها الوالد نفسه فلا يرضى امتهانها مثلاً لأنه يشعر أن هذه إهانة لوالده، فكذلك يفعل العابد بتمثال الاله. وهذا التبجيل الرمزي موجود في كل الأديان (كعبة، صليب، أيقونة العذراء، نار المجوس) بل حتى في أمثلة من الحياة خارج الأديان مثل إكرام الجندي لعلم الوطن، وتقبيل العاشق لرسالة جاءته من حبيبته.. إلخ.

2- من الصعب عبادة الله دون تصور، فما الفرق بين التصور الذهني والتصور المجسد في تمثال؟ التماثيل تسهل على العابدين التركيز في صورة الاله الماثلة امامهم والتعلق بها، ويمكن الاستغناء عنها عند الارتقاء الى درجات اعلى في الروحانية والقدرة على عبادة الاله بطريقة مجردة.

3- الله موجود في كل مكان لانه هو الوجود الكلي بحد ذاته، فلهذا لا مانع من وجوده في الصنم وفي الحجر وفي الشجر وفي الإنسان والحيوان وكل شيء. من هذا المنظور لا تكون عبادة الأصنام "شركاً" بل تذكرة بحقيقة توحيدية سامية: أن لا موجود إلا الله.

4- بعد اجراء الطقوس الاولية على الصنم تحل فيه روح الاله حلولا حقيقيا، وهذا هو الفرق بين التصور الهندوسي وبين رمزية الصليب او الكعبة في الاديان الابراهيمية. بل حتى الحجر يعامل بدءا من تلك اللحظة على انه جسد الاله وذلك من باب الامعان في العشق والتقديس لصورة الرب. لكن في كل الاحوال لا يعبد الحجر لذاته، بل المعبود الحقيقي هو الاله بينما الصنم مجرد وسيلة إليه.

5- يُستفاد من عبادة الأصنام دروس روحية أخرى، فالركوع أمام صورة الإله ومعاملتها كأنها الإله نفسه يحتاج براءة وتواضعاً، فمن عشق الله وتواضع أمامه لا يستنكف أن يبجل صورته ويعبدها، لا لذاتها بل حباً بالإله الذي تجسده هذه الصورة.
تخيل أن أمسك صرصار و اخاطبه و كأنني اخاطبك،الن يكون فعلي استهزاءً



  رد مع اقتباس